الله معكن …. لا أسى مبارح ولا همّ بكرا … لازم
يرافقنا اليوم … اليوم صفحة بيضاء … ما عليها ولا شي … اللي مرق مرق هيدا اللي تخزّن
بزوايا الذاكرة ،!وهيدا اللي رمينا بعيد وصار ضايع عم بيفتش ع مسكن بعيد عنٌا وهيدا
اللي بارادتنا أو خلّصنا القدر مِنّو … المهم راح … التفكير فيه اليوم بيحرمنا متعة
اليوم والبكرا … وهيدا البكرا اللي حاملين همّو همّو كبير وتقيل لأنّو مجهول والمجهول
بيخَوّف … الأحلام ضرورة الطموح حقّ … بس الهمٌ نحنا اللي منحملو ع كتافنا وبعقلنا
وبجسدنا والروح … حتى يصير قطعة منّا بتبشّعنا وبتلبّنسنا ثياب ما إلها لون ولا ضوّ
… وبيصير اليوم … مش يوم … بيصير قطعة بشعة من الماضي وقطعة بتخوّف من البكرا … اليوم
وصل … وحامل كل جمالو معو … الضو ، الفرص ، اللقاء ، اللحظة ، الدهشة ، المفاجأة ،ودعوة
لنبطّل أسرى مبارح ولا مساجين بكرا … فأهلاً باليوم بكلّ ما فيه …. عزيزي اليوم … أسَلّمك
لمن هو أدرى منٌي بما يليق بي وبما أستحق … أسلٌمك للضؤ الذي لولاه لكانت الظلمات تعُمّ
الكون … أسلٌمك للآب … الذي يُراقب أصغر تفاصيلي ويُحبّني كما أنا ويسامح أخطائي ويَعذرُ
زلّاتي … أسلّمُك للخير المُطلق للفرح للسلام الرحمة الإلهية التي لولاها لما كُنتُ
أنا ولما كنت أنت …. عزيزي اليوم ، من هو فوق أناجيه في الليل وأطلبُ منه وأتضرّع اليه
قبل أن أغفو …فتأتي أنت بحلوك ومُرّك …. الحلو صناعته والمر من صنع بني البشر … يُعطيني
القوة فأتفوّق ، يمنحني السلام فأتروّى ، يُلهمني بفكرة ألبّي النداء ، أراه في التفاصيل
الصغيرة ، في بريق عيوني وسحر ابتسامتي ، أحضُرُ فيحضُرُ معي يُلبسني عبائته من نور
وحبّ… فأتميّز وأترفّع وأنتصر ، لا أنساه أبداً فهو لا ينساني … أسأله فَيجيب … إجاباته
تُشفي تساؤلاتي وتُطمئن خوفي … أزعل فأتدلّل عليه ، أفرح فأدعوه إلى مأدبة فَرحي …
قد أبتعِد أحياناً فلا يتدخّل يتركُ لي حرية الذهاب والإياب … أعود فلا يُعاتبني بل
يضّمني إليه ويسأل عن أحوالي … أتلعثم أبدأ بالإعتذار فيُسامحني قبل أن أسرُدَ ما عندي
… وفي عزّ غضبي يَحدث أن أعاتبه واصرخ مُتأففة شاكية مُطالبة …..
يَسمعُني ويُصغي إلى لائحة طلباتي … منها ما يتحقّق ومنها ما زلت
بانتظاره …. أشعر أحياناً بيده تُربت على كتفي : إنتظري فتوقيت السماوات ليس كما توقيت
الأرض … وما تطلبينه اليوم قد تتراجعين عنه يوماً … إهدأي ، يا ابنتي فالآتي الذي هو
لكِ سوف يشقّ الصخر ويأتيكِ … وما ليس لك عبئاً تُحاولين الحصول عليه … وما هو حَقّ
لكِ دعيني أنا أردّه لكِ أضعافاً … ثقي بي … وتوكلي على أبي الذي في السماوات ، فهو
يُفرج الضيق ويُداوي الآلام ويُظهر الحق ويشفي الأمراض … إذهبي إلى يومِك مرتاحة مُتفائلة
إنزعي من قلبك روح الخوف فيحلّ الإيمان وابتسمي واضحكي واستمتعي بما انعمَ به عليك
… كوني كريمة معطاءة مُحِبّة تمسّكي بالخير ودافعي عنه ثقي بمواهبِك وبشرٌي بالفرح
… فيأتيك كلّ ما تَطلبين وأكثر …. أهلاً بكَ يومي … أهلاً بكل ما فيك … ربّي معي فمن
يقوى عليّ … آمين
No comments:
Post a Comment