Ads

ثلاث عشرة عاماً ، زائد تسعة أشهر بداخلي

ثلاث عشرة عاماً ، زائد تسعة أشهر بداخلي
نتنفّس معاً ، نأكل معاً ، ونعيش على أمل اللقاء معاً ! إنّه عمرك اليوم ، يا أحبّ الناس وأغلى الناس واقرَب من دقّات قلبي إليَّ …
كبِرتَ يا صغيري ، وها انا اشهدُ اليوم على انتقالِك من عمر الطفولة لتنضمّ الى صفوف المراهقين !
ليس بإمكاني العودة ثانية آلى الوراء ، ولا ان اتوسّل العمر ان يُبطىء الخطى قليلاً حتى تبقى في حضني مرّةً بعد …
يا رَجُل … لا تنسى وعودَنا وذكرياتنا الصغيرة وليالٍ كنتُ اردّد أمامك ذاك الحلم الذي حقّقه لي ربّي ، ومن...
حني نعمة ان اراك تكبُر أمامي وفي عينيّ كل يوم …
تذكّر يا رفيقي أنَّك وقبل ان تتعلّم الحرف ، حفِظتَ صلاةً كنّا نتلوها معاً تذكّرها دوماً واستعِن بها في اوقات الضيق
سوف تُفرِج صدرك وتُذكّر "شفيعَك" بأنّه وعدَني بأن يدافِع عنك ويحميك طول العمر …
لا تنسَ وعودَك أرجوك ، قُلت لي يوماً : سوف ادرس وانجح واجول العالم وسوفَ تأتين معي وسوفَ نحقِّق الأحلام معاً
المراهقة يا ابني ! عُمرٌ تجعل من الفتى يستعجل السنين كي يكبُر ويتمرّد ويكسر القيود ويحلّق بعيداً عن حضن الطفولة
إفعَل ما شئت ، لكن لا تخدعني ولا تُخيّب املي الذي وضعته فيك وإيماني بأنّك اذا تمرّدت فعن حقّ تتمرّد ! وأنّ الحرية كما اتفّقنا على تعريفها هي ثقافة وفكر وسلوك لا فوضى شباب وتهوّر !
ماما … لا تُدخلني في دوامّة كذبِ الشباب
فأنا لستُ أمّاً عادية ولا أنتَ كنت يوماً طفلاً تقليدياً
دع صداقتنا تُنَجّينا من التجارب
لم تُنادني يوماً ولم أحضُر
لم تسألني شيئاً فأجبت "غداً عندما تكبر سوف تعرِف"
عرَفتَ كلّ شَيْءٍ باكرا ، فاجعل من معرِفتِك حِصناً وزاداً…
يا حُلمي الصغير ،
حلّق بأحلامِك بعيداً ، إنجَح ، إفرَح ، إعشَق ، تظوّر ،
ولكن إياك "ورفاق السؤ " فهؤلاء تضعهم الحياة "حجر عثرة" في طريق الناجحين لإختبارِ قوَّتِهم !
لن اقسوَ عليك وإن فعلت سامحني
فأنا امرأة لا تتهاوَن امام الأحلام …
ان أعطاني الله عمراً … سوف اراك رجلاً وسوف اشهدُ على تلك البذور التي زرعتها فيكَ طفلاً وحصدتها "أنت"
ساعدني ان انجح في مهمّتي "فالامومة" مهمّة بالغة الدقّة ولا تغفُر الأخطاء !
أضِف اليها : كم مرّة نبّهتني وانا أقود سيارتي
ماما لا تُسرعي "انا بدّي عيش "
سوق ع مهلَك ! أحِبّ كثيراً … كُن أخاً طيباً وصديقاً حقيقياً وحبيباً تحلُم به الأميرات
تصدَّق ، وساعد من يحتاجُك ، صلّي كثيراً ، واجعل من أخلاقك تاجاً على رأسك وكلّما نجحتَ تواضع … وان دَخَلَ لا سمح الله الشيطان وأغراك بأفراحِه الكاذبة وطرقِه الملتوية
أسرِع بمناداة "امّك وأمّي وَأَمَّ يسوع مريم "
وهي تدوسه برجليها الطاهرتين … وتُعبّد طريقك حبّاً واملاً ورجاء .
١٧ نيسان ٢٠١٥

No comments:

Post a Comment