Ads

مقدمة أوائل - نجوى كرم


مقدمة أوائل - نجوى كرم
 قد يولدُ الأوائل … أوائل نعم !
لكن أن تَتَزيّنَ مائداتِهم بملاعِقَ من ذهب ، وأن تُسكِرهم أكواب النّصر عند أوَّل رشفة … فذاكَ هلاكُهم !
بيئة الأوائل ، نبتةٌ تزرعها الحياة في أرضهم إن داسوا عليها "بغَطرسة الأوائل " ماتَت … وهاتِ من يُعيد إنعاشَها فلا أنهار ترويها ولا شموس تُحييها .
 الأوائل . هم من طينة هذه السيدة التي تجلِس قُبالتي
 آيقَظها ذات يومٍ حَلُم جميل ، فركضَت الى حديقتِها ، وهناك رأت "نبتَتُها " شكرت اولا "الوهّاب الكريم" قبّلَتها حضنتها ودلّلتَها وداست بها ومعها على الأشواك … وسرعان ما أدركت أنّ قدرَها "نبتَةٌ "
على شكل موهبة وصوت وحضور ، فراحَت تضخّ فيها من روحِها وَتسقيها كل يومٍ من أوتارِها وترجوها ان تحميها من غدر الحياة ومن فيها …
لكنّ للأوائل الحقيقِيّين "مئات الآلاف من الأعداء المنظورين وغير المنظورين "
وتشهد تلك "الوسادة الخالية " في سريرها على سيل الدمعات وكل التنهدات …
ولكنها كانت وما أن تُشرِق شمسُها حتى تراها تُقدّس الجمال وتُرمّم الانكسار مزهوّة بنعم خالقِها مؤمنةً أن "النجومَ اسرار "
ولا تُسلّم الأسرار إِلَّا لقبضة النهار …
المرأة ُ التي أُخاطِبُها اليوم غير تلك التي حاورتُها بالامس
 أراها عن بعد ، نَضُجَت واختمرَت وآزدادت حلاوةً فكرية وانسانية وفنّية
 وكسَرت أخيراً كل القيود التي كبّلتها جبراً ام طوعاً
 المهم ليس هناك اجمل من امرأة تمرّدت وتحرّرت عن قناعة وبعد مخاض .
أرهَقتها النجومية ؟ ربّما
 لكن الاكيد أن بين أثوابِها المُبهِرة وفساتينِها الثمينة
 ما زال مُعلّق هناك ثوب متواضع جميل يُشبه تلك الطفلة المجنونة الشغوفة بالدنيا إن أضحكَت ام أبكَت !
لَبِسته وهربت … فسهل البقاع واسعٌ وهواؤه ما زال نقّياً … وأرضه تضمّ الاحباء ( أحياءَ وأموات)
هناك ، أقدامُها في التراب وجَبينُها صوب العلاء
 ونبتَتُها بآمان
 وقلبها بحال خفقانٍ يُشبِهُها وعلى وقعه يذوب صوت الأرز رقّة وحنانا بين أحضان الحبيب الاغنية
 ويرتفعُ هادراً على وقع تصفيق جمهورٍ لم يتعَب من المحبة … المحبّة الخالصة الحامية الممتدة على مساحات الوطن وخارجه …
لشمسٍ لا تُعرِفُ المَغيب إِلَّا لتطلّ من جديد معلنةً
 نهاية الليل وبداية حقبة توهّجٍ لعشرات النهارات
 نجوى كرم

No comments:

Post a Comment